نشيد فريق الاحلام

مغزي مقولة أكثر من مجرد نادي

http://dc10.arabsh.com/i/01829/d04n70der5oi.png
http://www.vandymania.com/whitneyphotos/07_08/aug13_4.jpg
كما نعرف ان برشلونه احد اعرق الانديه في اسبانيا ككل و في العالم ، فهذا النادي يحمل مميزات تميزه عن سائر اندية العالم .! ، فهذا النادي يحمل الكثير من الامور في طيات تاريخه المليئ بألاحداث الجميله و المحزنه .. بعض الاحداث عندما تقرأها في الاقسام التاريخيه في مختلف المواقع تجد ان هذا النادي هو ممثل برجل عصامي اختار الطريق الوعر ليصل الى القمه ..
فما اصعب و اجمل ان تأتي القمه و الانجازات و الرجل يسير في الطريق الوعر .و هي اجمل و اعمق ممن يسير بسيارة على طريق معبد و بمساعدة الاشارات المروريه  " و في بعض الاحيان اجهزة الملاحه الاوتوماتيكيه التي لا تفرق حاليا بين السائق و بين المبتدأ صاحب ال10 او الـ 15 سنه " فـ الكل يعرف ماذا حصل في السابق و هو ليس محور حديثنا في هذا الموضوع لكن احداث السابق جعلت من هذا النادي ينطلق الى عالم النجوميه و هو يمر بأصعب و اقسى الضروف التي قد تمر على اي نادي لكرة القدم ، فتحول نادي كرة القدم في برشلونه الى الاكثر من نادي ، فتحول لاعبي البلو غرانا الى جنود الجيش الكتالوني ، هكذا يسميهم سكان كتالونيا ..
فتجد اختلاف الانتمائات في كأس العالم مثلا في كتالونيا " فمنهم من يشجع اسبانيا .. و منهم من يشجع منتخب اخر " لكنهم مجتمعون حول مسأله هو ان انتمائهم الكامل لبرشلونه .. " اي لممثل هذا الاقليم " ، ربما اجد في كتابتي الصعوبه في التعبير عن هذا المسمى لكن لنستعرض قليلا من الاحداث و المصاعب في الماضي و التي جعلت من fut bol club barcelona يتحول الى mes que un club barcelona ..
فبداية بدأ هذا النادي العريق بداية مميزه فتحول البارسا من اعلان على احد جدران كتالونيا كتبة هانز غامبر يبحث فيه عن لاعبين ليمثلوا فيه فريق بأسم برشلونه ليتحول هذا الفريق في ضرف 15 سنه الى اول فريق يأخذ الدوري الاسباني في اسبانيا !
و من بعدها تبدأ رحلة المصاعب في حكم الدكتاتور فرانكو ، فألنادي الكتالوني يخوض غمار الكرة ضد التيار ، لا دعم مادي . و مجارات جبروت القوه " و برشلونه لا يملك الحلول " ، بل كان يملك سلاح الاصرار هذا هو سلاحه الوحيد ، فبرشلونه نادي كان يدعم من رؤوس الاموال الكتالونيه فقط .. فلم تكن هناك مؤسسة ملتزمه لهذا الفريق " كما التزم سلاح الجو الاسباني نادي اتلتيكو مدريد " " و كما التزم الامبراطور المقبور ابنائه في ريال مدريد " ..
هكذا كان الحال يأتي رجل اعمال ليترأس برشلونه يستثمر امواله و يهب بعضا من امواله و نفوذه من اجل اشهار اسم هذا النادي في اوربا و العالم و من خلفه سكان كتالونيا ، فكتالونيا كان شعارها هو الانفتاح على العالم و ابراز قضيتهم الى العالم عن طريق تجارتهم المزدهره و ترك مسأله السلاح لأهل السلاح وقتها ، من بعدها و في عام 1936 جائت الطامه الكبرى .. اذ قتل رئيس نادي برشلونه على يد الدكتاتور فرانكو جوسيب سانيول في الحرب الاهليه في ارض المكسيك .. لتصل ميزانية نادي برشلونه في ذلك الوقت الى "0" دولار ، فتخيلوا فريق يفلس حتى النهايه ، و لم يكتفي الامر على هذا اذ اغلق ملعب النادي و صودرت كافة امواله . ليصل النادي الى حالة الافلاس التام ، لا رئيس و لا اموال .. و لا ملعب !!
لكن كما قلت سلاح الاصرار عاد من جديد ل يعودالبارسا الى تطوره و اكمال مسيرة التطور ليفوز بلقب كأس اسبانيا بعد خمس سنين من الافلاس الكامل ، خمس سنين كانت كفيلة ببرشلونه لأن يولد من جديد ليفوز بلقب كأس اسبانيا او كما كان يسمى كأس الجنرال فكان الرد على المصاعب السياسيه و الاقتصاديه و القمع الجماعي .. رياضيا و هذا ما نهجه الكتلان الرد رياضيا و اقتصاديا ..
اما في الاربعينيات فحصل شيئ صراحه يدعو للضحك ، استمعوا للقصه المضحكه .. فقد تم تعين رئيس نادي اجباري لنادي برشلونه من اتباع الدكتاتور فرانكو .. اراد من خلال تعينه طمس الهويه الكتالونيه التي كانت تؤثر على عرش الامبراطور فرانكو ، فقد شغل هذا الرئيس منصب رئيس نادي برشلونه لمدة ثلاث سنوات تم فيها تغير شعار النادي من اربعة خطوط حمراء الى خطين فقط ، و قد يتسأل الجميع ما العله في هذا .. فللمعلومه ان الاربعة خطوط على يمين الشعار هي تمثل علم كتالونيا لكن فرانكو كان في وقت السعي الى طمر الهويه الكتالونيه .. فكان من يتكلم اللغه الكتالونيه يسجن .. و من هنا اراد ان ينهي الامر و ان يجعل من نادي برشلونه نادي لا يمثل قضية كتالونيا امام العالم ، فهي بأيدي رئيس من اتباعه عين بألقوه على الجميع ، لكن الشيئ المضحك .. هو ان هذا الرئيس بعد فتره و بسبب سوء معاملة اللاعبين و انعدام الدعم المادي " قرر ان يستقيل " و ينهي حقبته كرئيس لنادي برشلونه " ربما تعلق بحب برشلونه بعد ان اصبح رئيسا  ..
انتهت تلك الحقبه المأساويه لتأتي حقبه اخرى و لكنها في الخمسينيات فكان برشلونه يضرب من الخلف كلما ابدع و بنا نفسه من جديد " فهي ضريبة العراقه و الشهره كما يقولون " ، اما عندما كان يتعثر فكان البارسا يترك و بدون مساس في حقوقه " هذا ان وجد له حقوق في وقت الغابه الفرانكوليه " ..


جائت سنوات الخمسينيات و من بدايتها و كان البارسا يحضر لكي يشهد انبثاق جديد و تطور من منضور اخر و هو ارسال الكشافين لمختلف دول العالم لأكتشاف المواهب و جلبهم الى كتالونيا ، بعد ان كان برشلونه يعتمد كليا على لاعبي الاقليم انفسهم و بعض الاجانب الوافدين الى كتالونيا ، فوقع الاختيار على نجمين احدهم كوبالا .. و الثاني ديستيفانو كلاهما لعبوا للبارسا ، لكن كان قد حان وقت الطعنه في الضهر .. و سرق ديستيفانو " لم اذكر القصه لأنها معروفه لدى الجميع عن كيفية السرقه " ، و ليذهب ديستيفانو ليبني مجد العدو اللدود ريال مدريد و ليكون اللاعب الاول في القرن لريال مدريد و ليكون كوبالا لاعب القرن في نادي برشلونه لكن " مدى فخر كتالونيا و برشلونه ان باني مجد الريال جاء عن طريق سرقة من برشلونه " ، فهذا وحده امر يدعو للفخر و ليس للسخط فمن اكتشف ديستيفانو و جلبه من الارجنتين قادر على اكتشاف الاخرين !
جائت التفره الذهبيه .. و هي بعد موت المقبور فرانكو .. فبدأ برشلونه يتسلق سلم التطور و بناء المؤسسه الكتالونيه الضخمه التي جعلت من برشلونه نادي في مقدمة لانديه العالميه ، و الى يومنا هذا هو يكمل مسيرة التطور الذي نشأ منذ عام 1978 اي منذ قدوم الرئيس الاسطوري نونيز ، الا ان الفتره المضلمه التي حدثت في زمن السيد خوان جاسبارت جعلت الفريق يتراجع كثيرا و يبتعد عن معانقة الالقاب لخمس سنوات .. لكن .!


هذا الظرف يمر على كل الانديه " و هذا ايضا ما يدعونا الى الفخر و اضهار هذا الشيئ .. و نقول اننا كنا بعيدين عن الالقاب و لخمس سنوات و بسبب سوء اداره و المتاعب و الازمه الماليه الخانقه .. فلم نكن اغنى فريق في العالم و نحن بعيدين عن الالقاب بل كان الفريق مديون بـــ180 مليون يورو .. و لم نكن نملك نجوم العالم "


لكن الامر سار بسرعه و تحولت الايام المضلمه الى ايام فرح و مسرة بعد مجيئ خوان لابورتا . و السبب انهم تعلموا من التجارب السابقه فالأمر في السابق كان اصعب و امر بكثيـــر .. لكن لابورتا تعلم ممن سبقه من جوسيب سانيول و الاخرين من الغيورين على برشلونه ليصل الفريق الى قمة مستواه ، و الى يومنا هذا ." و الفريق يسير بألطريق الصحيح لمواصلة هذا النجاح "
لم يقتصر ابداع و ابهار برشلونه على المسائل السياسيه و الاقتصاديه و الرياضيه " من ناحية الالقاب و التألق" ، بل هناك مسائل كثيره لا تجدها في كل فرق العالم ، فلا نجد علاقه شخص بنادي بوثاقه علاقة كرويف " الهولندي " بنادي برشلونه ، فكرويف هو اللاعب الاول في تاريخ هولندا بأجمعها لكن تجد اسم كرويف مرتبط سابقا و حاليا مع برشلونه فهو يعيش في برشلونه منذ ان ترك تدريب الفريق في عام 1996 بعد وعكته الصحيه و مشاكله القلبيه لكن يبدو ان مشاكله القلبيه لم تؤثر على حبه للكيان الكتالوني الكبير فمازال يعمل كرويف مع برشلونه .
لم يكن الحال فقط على السيد كرويف بل كان الامر مماثل للسيد خريستو ستويجكوف الذي لم يستطع ان يخفي و لو بقليل حبه لهذا الكيان الكتالوني ، اذ بقي في برشلونه بعد اعتزاله و تعلم فنون التدريب عندما عين كمدرب في اكادمية برشلونه قبل ان ينتقل لتدريب المنتخب البلغاري ، لكن .. ان اردت ان تجد ستويجكوف فبكل تأكيد ستجده في كل مباراة لبرشلونه في احد كراسي الكامب نو .
لنترك القاره العجوز فلربما حمى الاكثر من نادي لبرشلونه كانت هناك فقط .. لكن هذا الامر خاطئ . فتجد حب هذا النادي في عين راقص السامبا ريفالدو ، فبعد الخلافات الحاده مع السيد خوان جاسبارت و السيد لويس فانخال الا ان هذا اللاعب بقي على حبه ووفائه للنادي الكتالوني الى هذا اليوم ، فقد تجد عنوان الحب في عين هذا اتللاعب و هو يدخل الى ارضيه الكامب نو في المباراة الاعتزاليه لستويجكوف و الدموع تغمر عينيه و الجمهور يصرخ ريفو ريفو ، و ليتجدد هذا الامر في مباراة برشلونه و تيشلسي اذ كان ريفالدو متواجد في المدرجات رغم وجوب بقائه في اليونان مع ناديه اولمبياكوس و احتفل مع الفريق بعد تأهله على حساب تشيلسي اللندني ، و تجدد هذا الامر بعد ايام معدوده في مباراة برشلونه و اولمبياكوس في اليونان في دوري ابطال اوربا لكرة اليد اذ كان ريفالدو احد الحاضرين و المناصرين لبرشلونه .!
والقائمه تطول بأسماء كثيره و كبيره منها " السير بوبي روبسن الذي مثل برشلونه كلاعب و من ثم كمدرب و لحد الان هو احد اقوى المناصرين لنادي برشلونه و يعتبر بوبي روبسن نادي برشلونه على انه بيته الثاني بالرغم من انه يعتبر شيخ المدربين في انكلترا ، و لا يخفي علينا صورة بوبي روبسن و هو يناهز السبعين من العمر و هو يرتدي قميص البارسا بعد ان خاض مباراة مع فريق تشيلسي الانكليزي و كان هو كابتن فريق برشلونه ..
غاري لينكر و تيري فينابلز .. اسطورتين انكليزيتين الاول لاعب احد اكبر هدافي انكلترا في القرن المنصرم و الاخر مدرب محنك ، لكنهم ابوا ان يفارقوا عشقهم البلو غراني .. فتجد غاري لينكر يعمل كمحلل رياضي لقناة Barca TV " و الاخر ايضا محلل في نفس القناة لفتره من الفترات ..
لعل الاسماء التي ذكرت هي اسماء لأساطير مثلت برشلونه لمواسم عديده . لكن يأتينا شخص اصبح متيم بحب البارسا و ذكر في مقابة صحفيه على ان برشلونه يختلف عن جميع فرق العالم ، و انه اكثر من نادي ، انه البرتيني فهذا الوفي للميلان لم يخفي حبه لبرشلونه مدى تعلقه رغم قصر الفتره التي قضاها في برشلونه الا ان مباراته الاعتزاليه حملت اسم برشلونه و الميلان الفريقين التي تقسم قلب البرتيني في العشق ، رغم ان البرتيني قضى موسم كامل مع الاتلتيكو مدريد و موسم مع اتلانتا الايطالي الا اننا وجدنا المباراة الاعتزاليه كانت بين البارسا و الميلان و رأينا البرتيني يدخل الى الملعب و معه طفليه الذي البسهم زي الميلان و البارسا و ليلعب شوط مع الميلان و شوط مع البارسا ..
بعد ان اكملنا كلام و شعور بعض اللاعبين ، الان لنا وقفه مع الاكثر من نادي و ما يتفوق  به عن بقية الفرق العالميه
و من اهمها الرياضات الاخرى فالكل يعرف انه من الصعوبه ان يكون لديك فريقين في رياضتين مختلفتين لكن ان يكون لديك فريق يملك اقوى الفرق في العالم في اربع او خمس رياضات . فهذا شيئ اقرب من الخيال لكن الخيال و المستحيل اصله ليس كتالوني ! فبرشلونه مؤسسه تملك اقوى الفرق عالميا في كل الرياضات تقريبا ، في كرة السله و اليد و خماسي الكره و الهوكي الارضي . و الدراجات الهوائيه و حتى كرة القدم الامريكيه و البيسبول ..
يبقى ان نذكر بأحدى الميزات المهمه للأكثر من نادي ، برشلونه فهذا الفريق مثله اغلب اساطير العالم لكن ما يفرقه عن البقيه ان الاساطير عرفت معنى الابداع و نثرت فنونها في برشلونه " بدون تكليف مبالغ طائله " فلم يكن كرويف في اياكس هو كرويف في برشلونه و ليأتي من بعده اسطوره الاساطير مارادونا الذي مثل البارسسا كأول نادي اوربي يمثله لكن لعنة الاصابه جعلته ينتقل الى نابولي و من بعدها مملكة الار التي لا يمكن لنا ان نقارن اي موسم قضته مملكة الار في اي نادي كما هي المواسم التي قضتها في برشلونه
فمن رومـــاريو " الكرة الذهبيه " و الهداف و البطولات في برشلونه
الى " رونــالدو " و الكرة الذهبيه و االهداف و البطولات في برشلونه
الى  ريـــفالدو و الكرة الذهبيه و التألق و ابطولات مع برشلونه
الى رونـــالدينهو و الكره الذهبيه مرتين و التألق و البطولات في برشلونه
 فهؤلاء اللاعبين لعبوا الى لأنديه اخرى لكن تجد الصعوبه في مقارنة مستواهم في بقية الانديه كما كان في برشلونه فالكل عرف تألقه الكامل في برشلونه ، كل هذه دلائل على من هو برشلونه ، و كيف هو الاكثر من نادي ..
http://dc10.arabsh.com/i/01829/d04n70der5oi.png
إنسانيـاً واجتماعيـاً

شعار " أكثر من مجرد نادي " له معنى واسع جدا بقيمته الكبيرة ، لعل هذا الشعار هو الذي جعل برشلونة يصل للجميع و يمثل شعبه الى جميع انحاء العالم بمرونة .
برشلونة هو " اكثر من مجرد نادي " في كتلونيا لانه النادي الذي يمثل هوية غالبية الشعب و يعتبر من اكبر السفراء له . برشلونة هو " أكثر من مجرد نادي " لاولئك الذين يعيشون خارج اسبانيا و يعانون ، البارسا يعتبر مدافع قوي لقضيتهم لانه مؤمن بأن الحرية، الديمقراطية و السلام هي حقوق مكفول لكل انسان .
اصبحت كرة القدم في يومنا هذا ظاهر عالمية ، و تشجيع برشلونة إنتشر في جميع انحاء العالم. عدد الشراكاء في النادي من خارج كتلونيا و اسبانيا يتزايد يوما بعد يوم و النادي يريد ان يستجيب لهذا الشغف من خلال الاتزام بعدة مشاريع انسانية وضعها في دستوره . النادي قرر ان يكون شريك اساسي في القضايا الانسانية بكل انحاء العالم و ان يكون شريك حقيقي لاولئك الذين يعانون من مشاكل لهذا اصبح البارسا هو " اكثر من مجرد نادي في كل انحاء العالم . هذا الشعور اصبح معلوم عند الجميع . مؤسسة برشلونة قررت ان تقدم الرعاية و الاحتياجات الانسانية لدول كثيرة ، هذا العمل هو قرار ستراتيجي وينسجم مع تاريخ النادي .
لهذه الاسباب التي ذكرت ، قرر النادي ان يعطي 0.7 بالمئة من عائده السنوي للمساعدة في اعداد البرامج الخاصة بالتنمية . على صعيد متصل يلتزم برشلونة بإتفاق مع منظمة اليونسيف ينصل على ان يتبرع النادي سنويا بمبلغ قدره مليون و نصف يورو بالاضافة الى وضع شعار اليونسيف على قميص النادي للسنوات الخمسة المقبلة ، هذا الاتفاق جعل البارسا فريد من نوعه على مستوى الاندية العالمية .
http://dc10.arabsh.com/i/01829/d04n70der5oi.png